Description
يهدف هذا الكتاب الموسوم )نصوص من كتاب تكملة العين للخارزنجي جمع وتوثيق ودراسة( إلى جمع نصوص هذا الكتاب المفقود، وتوثيقها ودراستها؛ وذلك لاعتقادي أن كتبَ الترّاثِ اللُّغويّ التي لم نهتدِ إلى مخطوطاتها تُعَدُّ كنوزًا لغويّةً مفقودةً؛ لذا فإنَّ جمعَ النُّصوصَ المتناثرةَ لأيٍّ منها هو كوضع اليد على جزء من هذا الكنز المفقود.
يعد كتاب تكملة العين لأبي حامد أحمد بن محمد البُشتيّ الخارْزَنْجيّ 348 هـ أقدمَ كتابٍ استدرك على )كتاب العين ( وصلت إلينا نصوص منه، بخلاف كل الكتب المفقودة التي استدركت على الخليل التي لم يصل إلينا شيء منها، سواء أكانت قد سبقته في التأليف أم عاصرته أم جاءت بعده، وقد وجدت معظم نصوص التكملة مبثوثة في المعجمات العربية القديمة منسوبة إلى المؤلف تارة أو إلى كتابه تارة أخرى؛ وقد بلغ عدد ما جمعته منها 636 نصًّا،580 نصًّا منها وجدتها في )المحيط في اللغة( للصاحب بن عباد385 هـ وبهذه المثابة يكون المصدر الأول الذي ضم بين دفتيه نصوصًا من التكملة؛ وتبين انه قد نقلها من التكملة مباشرة. أما بقية النصوص فوجدتها في العباب وتكملة الصغاني ومعجم البلدان وتاج العروس، وشرح ما يقع فيه التصحيف ومجمع الأمثال.
وعى الرغم مما سجل على نصوص الخارْزَنْجيّ من هنات، فإن فيها ما يغني اللغة ويثريها، إذ أثبت التوثيق أن غالبيتها كانت ذوات أُصول عربية، وهذا مما يزيد من أهميتها، وحسبُ مؤلف التكملة أنه قد نهل مواد مستدركه على العين مما يقرب من تسعين كتابا ألفها كبار علماء العربية وجهابذتها، وقد عوَّل الخارزنجي كثيرًا على كتب النوادر والصفات والمعاني والغريب واللغات، وهذا ما جعله يتفرد بذكر ألفاظ لم يذكرها كثير من المعجميين، كانت السبب في عناية الصاحب بالخارْزَنْجيِّ؛ ولو لم يكن التكملة ذا قيمة علمية ما أخذ عنه ابن عباد، واعتمد عليه في الاستدراك، وجعله المصدر الثاني بعد العين، ولو لم يكن بهذه المنزلة من الثقة ما اعتمد عليه الصغاني والزَّبيدي كل هذا الاعتماد، ولا أثنى القفطي على مؤلفه بقوله: إنه كان إمامَ أهل الأدب بخراسان في عصره بلا مدافعة، فاق فضلاء عصره، وما كان السمعاني 562 هـ ليعده )البرهان في تقدمه وفضله(.