يعقد محمد شالواني مجموعته القصصية «على سبيل المزاح» بعقد بديع الإتقان في اختياراته التي يجمع فيما بينها عنصر «التخيل»، فهو يغوص في النفس البشرية من خلال أبطاله ويبرز تلك الخفايا إلى عالم المادة، في جو من التشويق الذي يحيط بسردياته. وقد أتقن في حبك تلك الأحداث ووضعها على الأسس العلمية والفنية التي تبنى عليها القصة القصيرة، لترفل بثوب الإثارة والمتعة التي تجعل قارئها متطلعاً للمزيد من الأحداث والسير قدماً دون أن يعتريه عنصر السآمة. إنها قصص تثبت تعقيد هذا العالم العجيب المسمى بالإنسان، وكيف تتأثر نفسه بالعوامل الخارجية المختلفة التي أبدع من خلالها محمد شالواني في إخراج مكنونات القلب إلى شخوص يبرزون إلى الواقع ويتحدثون بلسان القلب والمشاعر الخفية.

تأليف: حمد شالواني

في مجموعتها القصصية «نارنج» سلكت نور الترك مسلكاً غاصت من خلاله في أعماق المجتمع الشرقي وتناقضاته، وأتقنت فيه ترجمة مشكلاته وسلبيات أفكاره التي تمخضت عن معتقدات وموروثات اجتماعية بعيدة كل البعد عن المشهد الحضاري الذي يعطي كل الإنسان حقه في اتخاذ قراراته واختيار النماذج التي يرغب بأن يتشكل عليها دون أن تملى عليه الأفكار، لاسيما عندما تكون تلك الموروثات التي توارثتها الأجيال السابقة معتقدات أفرزتها عوامل اجتماعية ونفسية بحتة. كما لا تغفل نور في تلك الصور أن تضع يدها على جراح قد تستكين الألسن عن البوح بها، فهي تتمتع بقلم جريء منفتح على العالم، لا يخجل من رفع الصوت بالحقيقة وإن كانت مرَّة؛ فالوصول إلى علاج ناجع أولى من دفن الرأس في التراب وإغفال الطرف عن أمراض تأصلت في المجتمع وآن لها أن تجد إلى طرق الشفاء سبيلها.

تأليف: نور الترك